تعريف التوتر

التوتر هو الية طبيعية تمكن الفرد من التأقلم مع الاكراهات التي يفرضها عليه المحيط الخارجي. فخلال مواجهته لجملة الضغوط في حياته اليومية، يكون عليه تحديد احتياجاته في مرحلة أولى ثم قدراته في مرحلة ثانية، قبل اتخاذ قراراته.

ينقسم الضغط النفسي الى قسمين: التوتر الايجابي و ذلك عندما يشعر الشخص بأنه قادر على مواجهة أزماته و التحكم فيها. التوتر السلبي أوعندما يشعر الفرد بأنه عاجز و أن الذي يشعر به يسبب له القلق الدائم و صعوبات في التركيز و غياب العزيمة.

علامات التوتر:

جسدية: تشنج العضلات، الشعور بالألم، تسارع ضربات القلب ، اضطرابات جنسية، اضطرابات النوم

نفسية: عدم القدرة على الاسترخاء، كثرة المخاوف، التخيلات، عدم القدرة على التركيز، هفوات في الذاكرة

سلوكية: فرط النشاط، الادمان (الكحول والتبغ، الإنترنت، الألعاب، التلفزيون …)، عدم التنظيم، والعادات العصبية (قضم الأظافر، ونتف الحاجبين...)

قد يصاب الفرد في مرحلة متطورة من حالات التوتر بالعديد من الأمراض الجسدية المزمنة مثل أمراض القلب و الأوعية الدموية و أمراض الجهاز الهضمي و الاضطرابات الجنسية و اضطرابات جهاز المناعة.

أسباب التوتر:

  • الوقت : سوء تنظيم الوقت و توزيع الأولويات و الميل الى تأجيل المهام الضرورية كلها عوامل تؤدي الى الشعور بتفاقم المشاغل و بالتالي الاحساس الدائم بالقلق و عدم الاستفادة من اللحظة الراهنة.

  • التواصل: وهو عامل مهم في ادارة العلاقات الانسانية حيث أن السلوكيات العدوانية و السلبية في التعامل قد تسبب العديد من المشاكل النفسية لبعض الأشخاص.

  • ظروف العمل: تمثل عاملا أساسيا للشعور بالضغط بما تحمله من مضايقات و صراعات و تغيرات و نقل و غياب التغطية الاجتماعية و المخاطر المهنية.

  • المشاكل الصحية: اكتشاف مرض خطير أو مزمن، اضطرابات النوم أو الاضطرابات الجنسية قد تشكل فواصل مهمة في حياة الشخص، ويمكن أن تضعف قدراته الوظيفية و احترامه لذاته.

  • المال : أصبح يمثل هذه الأيام الهاجس و المصدر الدائم للقلق، حيث اتسعت الفجوة المالية بين دخل الفرد و احتياجاته المتنامية وهو ما يسبب حالة من الاحباط المتكرر و الشعور الدائم بعدم الرضا.

كيف نتعامل مع التوتر النفسي في الحياة اليومية:

  • التحكم في العوامل التي تسبب التوتر : و ذلك عن طريق التحليل الفردي لجملة العوامل المتسببة في التوتر المتواصل بالاعتماد على عدة أساليب في المعالجة النفسية و المتمثلة في تقنيات ادارة الوقت،

و تقنيات اثبات الذات و تقنيات حل المشكلات.

  • التعامل مع علامات التوتر: يمكن التخفيف من الأعراض الجسدية للتوتر عن طريق اعتماد تقنيات الاسترخاء كتقنية الاسترخاء التدريجي لجاكبسون أو تقنيات التأمل . أما اضطرابات النوم و الاضطرابات الجنسية فانها تتطلب مقاربة علاجية نفسية منتظمة. و يتطلب التحكم في أعراض التوتر تحديد الأفكار المجهدة و العمل على ايجاد أفكار ايجابية بديلة لها.

تطوير القدرة على التكيف مع ظاهرة التوتر:

من خلال اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام و تخصيص الوقت الكافي للراحة و ممارسة بعض الأنشطة المختلفة (القراءة، المسرح، التنزه، …) و التحلي بروح الدعابة و التمتع بأوقات فراغ

حقيقية.

د.سهيل بنور