التعريف :

هو مرض خطير و مزمن يطال بين 0.4% و 1% من سكان العالم.

يعيش مريض الفصام في عالمه الخاص المنعزل عن المجتمع. حيث يحس بأن قوة خارجية تقوم بالسيطرة عليه،

و يجد على اثر ذلك صعوبة في الاندماج ضمن محيطه الخارجي و يفقد القدرة على اتخاذ القرارات و تتملكه في غالب الأحيان العديد من المخاوف و التخيلات، و قد يصل به الأمر الى حد سماع أو رؤية أشياء أو كائنات وهمية.

يؤثر هذا الاضطراب النفسي بشكل سلبي على حياة المريض الذي قد يترك دراسته وعمله وحتى عائلته.

وغالبا ما يجهل المريض طبيعة مرضه، الأمر الذي يجعل قبوله للتشخيص و المتابعة النفسية و الخضوع للعلاج أمرا في غاية الصعوبة.

الأعراض:

يمكن تشخيص حالة ما بأنها مرض انفصام الشخصية اذا كانت الأعراض التالية موجودة منذ ما لا يقل عن ستة أشهر:

  1. الاضطراب أو الاختلال النفسي: حيث يكون من الصعب على المريض التواصل مع الاخرين و التعبير عن مشاعره متناقضة في آن واحد ( الحزن و الفرح) و تصرفات غريبة و غير مبررة، كما يعاني المريض من غياب تتابع الأفكار و ضعف ترابط الجمل من حيث المعنى بحيث يصبح خطابه غير منطقي و بالتالي يصعب فهمه.

  2. جنون العظمة والأعراض الايجابية أو المنتجة :

يعاني المريض من الهلوسة ( رؤية أشياء، سماع أصوات،…) و يكون من الصعب جدا اقناعه بعكس ذلك. كما يشعر المريض في غالب الأحيان بأنه مراقب و مضطهد و تكون لديه قناعة تامة بأنه يمتلك

القدرة على التأثير في الأحداث.

  1. الأعراض السلبية أو العاجزة : ينفصل مريض الفصام عن الواقع و ينطوي على ذاته، فيفقد القدرة على التعبير عن مشاعره و لا يكاد يشعر مطلقا بأية عاطفة. و تفتقد ملامحه لأي قدرة على التعبير و تصبح أفعاله و حركاته على وتيرة واحدة. و يكون لذلك نتائج سلبية و معيقة على حياة المرضى و تأثير فادح على محيطهم.

العلاج:

يعتمد العلاج النفسي لمرض الفصام على الأدوية المضادة للذهان و على الرعاية النفسية و الدعم الأسري و اعادة الادماج الاجتماعي. ويعمل هذا العلاج على الحد من علامات المرض و اخفائها و تجنب الانتكاسات و تحسين نمط عيش المريض. و تتوفر الأدوية على شكل أقراص أو حقن و قد يتم استخدامها على المدى الطويل نظرا للطابع المزمن للمرض.

وقد يتطلب علاج الفصام في بعض الأحيان الاقامة بالمستشفى و ذلك عند بروز مجموعة من المؤشرات مثل: الانفعال المفرط، زيادة مخاطر السلوك، سلوك غير لائق ناجم عن العجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية ( مثل النظافة الشخصية و الغذاء،…) و يجب أن تكون الاقامة لمدة غير طويلة تجنبا لخطر فقدان المكتسبات الذهنية و الاجتماعية نتيجة الابتعاد عن العالم الخارجي .

الى جانب العلاج الدوائي الذي يعتبر أمرا ضروريا لمريض الفصام قد يلتجئ الطبيب لبعض الوسائل الأخرى مثل:

  • ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة التي يكون لها تأثير إيجابي على الصحة البدنية والعقلية للمرضى.

  • التثقيف النفسي للأسرة والمريض أمر ضروري لتعزيز تفاعل الأسرة و تفهمها لطبيعة المرض.

  • العلاج المعرفي وهو أسلوب مشابه للطرق التأهيلية في العلاج. يكون الهدف منها زيادة فاعلية المرضى عند قيامهم ببعض الأعمال، لا سيما في مجال التواصل.

  • العلاج الأسري هو التدخل النفسي من طرف جميع أفراد الأسرة (الآباء والأشقاء) وهو يهدف الى الحد من التوتر من خلال التعبير العاطفي بين أفراد العائلة.

  • طرق العلاج المعرفي التي تهدف الى تحسين السلوك الاجتماعي و المهارات العملية و الاعتماد على الذات و التواصل مع الاخرين.

د. بديع عمامو